مع اقتراب مؤتمر جاكسون هول السنوي، يعبر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي عن قلقهم المتزايد تجاه سوق العمل الأمريكي الذي يشهد تقلبات قد تدفع إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر القادم.
مخاوف الفيدرالي من تباطؤ سوق العمل
يجتمع هذا الأسبوع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمر جاكسون هول وسط مخاوف بشأن تباطؤ سوق العمل الأمريكي. على الرغم من أن معدل البطالة الحالي عند 4.3% لا يزال منخفضاً بالمقاييس التاريخية، إلا أن الارتفاع المستمر من 3.7% في يناير 2023 إلى 4.3% في يوليو 2024 يشير إلى اتجاه مقلق. وقد صاحب هذا الارتفاع زيادة في عدد الباحثين عن عمل بمقدار 1.2 مليون شخص، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة.
مع استمرار هذه التوجهات، أصبح بعض المسؤولين في الفيدرالي أكثر ميلاً لتخفيف السياسة النقدية. وفي هذا السياق، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إلى أن النقاش حول خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر هو أمر مناسب، فيما أعربت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، عن ثقتها في أن التضخم يقترب من هدف 2% وأنها منفتحة على خفض الفائدة.
احتمالية خفض الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد
من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر القادم، مع تقديم تحديثات حول توقعاتهم لسعر الفائدة والاقتصاد حتى عام 2025. وفي خطاب متوقع في مؤتمر جاكسون هول، سيؤكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن البنك المركزي على وشك بدء تخفيف الظروف الائتمانية بعد السيطرة على أسوأ موجة تضخم شهدتها الولايات المتحدة منذ 40 عاماً.
يأمل صانعو السياسة النقدية في الفيدرالي أن تتم هذه التخفيضات في الوقت المناسب لإتمام هبوط سلس للاقتصاد، حيث يتباطأ التضخم دون ارتفاع حاد في معدل البطالة. ومع ذلك، تشير البيانات الأخيرة إلى أن سوق العمل قد بدأ يظهر علامات ضعف، حيث شهدت يوليو أضعف نمو للوظائف منذ فترة ما قبل الجائحة، مما دفع بمسؤولي الفيدرالي إلى إعادة تقييم مخاطر استمرار السياسة النقدية المشددة لفترة طويلة.